تحت الرعاية الكريمة لرئاسة جامعة البليدة2، وتحت إشراف كلية الآداب واللغات نظم قسم اللغة العربية وآدابها الطبعة الثانية للملتقى الوطني للسانيات الموسوم بــــ: لغات التخصص وقضايا لغة البحث العلمي وذلك يومي 14 و15 من الشهر الجاري، وذلك بعد النجاح المشرّف الذي حققه الملتقى في طبعته الأولى خلال العام الجامعي 2015، و الذي كان تحت عنوان: “المصطلح اللساني و توظيفه في التعليم الجامعي”، والذي كـــــان محفلا علميّا كبيرا حضره أساتذة و باحثون من مختلف جامعات الوطن، كما توّج آنذاك بمحاضرة قيمة لفقيد البحث اللغوي في الجزائر، العلامة الأستاذ البروفيسور عبد الرحمن الحاج صالح رئيس المجمع الجزائري للغة العربية رحمه الله.
طرح هذا الملتقى الوطني موضوعا حساسا في البحث اللساني ألا وهو لغات التخصص les langues spécialisées والتي تعدُّ واحدة من أهم التخصصات اللغوية الجاري البحث فيها، وتطوير الاهتمام بها قائما في أرقى الجهات الأكاديمية والجامعات والمراكز البحثية الرائدة في العالم، باعتبارها تمثل الشق الثاني للبحث المصطلحي، والامتداد الطبيعي والمنطقي له، حيث شارك في هذا اللقاء العلمي الوطني ثلة من الخبراء والدكاترة والباحثين يمثلون 28 جامعة ومركز بحث، حيث وصل عدد المحاضرات العلمية إلى أزيد من ثمانين محاضرة.
كما ناقش الفاعلون في هذا الملتقى وباللغات الأربع العربية والفرنسية والانجليزية والايطالية عديد الإشكاليات العلمية على غرار:
– ما هي آليات الرجوع إلى الاعتناء بلغات التخصص ولغة البحث العلمي؟
– وما الدور الذي تلعبه لغات التخصص في ترقية الحراك المعرفي في الجامعات الجزائرية ومراكز البحث فيها؟
– كيف يمكننا تجاوز المأزق المصطلحي وآليات ضبطه وتوحيده في عالمنا العربي؟.
كما عرف هذا الحدث العلمي مشاركة واسعة للطلبة والباحثين والأساتذة من مختلف التخصصات العلمية، بالإضافة إلى الحضور المتنوع لوسائل الإعلام الوطنية.
وبعد يومين من النقاش والحوار حول إشكاليات هذا الملتقى العلمي الوطني خرج المشاركون في هذه الفعاليات بمجموعة من التوصيات والاقتراحات نذكر منها: السعي إلى ترقية هذا الملتقى إلى ملتقى مغاربي، والدعوة إلى تدريس ” لغة التخصص” كمقياس في الأقسام والكليات بمختلف الجامعات الجزائرية، بالإضافة إلى اقتراحهم لإنشاء مخابر وفرق بحث في العربية المتخصصة، وكذا قواميس في المصطلحات المتخصصة وانشاء برنامج الكتروني logiciel في اللغات المتخصصة.
كما أوصى المشاركون بفتح مجالات التكوين في مرحلة الماستر والدكتوراه بعنوان لغات التخصص، والتفتح على مخابر البحث في مجال العلوم الدقيقة والعلوم التجريبية للاستفادة من خصائص خطاباتها ونقلها إلى العلوم الإنسانية، مع تأكيدهم على التأليف في مجال لغات التخصص كتب ومجلات وبحوث.