كلمة شهر مارس 2020
1
حين نتكلم عن البحث العلمي يجب أن نصحبه بعدة اعتبارات جلية تجد لها محلامن الإعراب في المركب.من ذلك غاية البحث ومقصوده في كل زمان ومكان ، إذ المقصود هو ظله الملازم له ،وغير المنقطع عنه و لا المنفصل ،إذ أن قيمة البحث العلمي هي بمقصوده . والمقاصد ألوان و أشكال ،كالمقامات في المقولات ،وقد خصص لها صاحب مفتاح العلوم حيزا محترما للقيمة والوزن ،ونحن نخصص لها مقاما و حيزا للقيمة والوزن . و الأجل من ذلك أن خص للمقاصد علم قائم بذاته يوسم بعلم مقاصد الشريعة ،و أبوها في ذلك هو العلامة أبوإسحاق الشاطبي الأندلسي …تقول الدكتورة نورة بوحناش في بيان أهميته . في الفعل النهضوي: (….لقد أدمج نص الشاطبي في عملية نقدية تحركت تحت وسم مشترك ميز أدبيات الفكر الغربي المعاصر ،إذ كانت غاياته في التجديد و التحديث قد أدت مباشرة إلى ظاهرة تثبيت عقلانية ما ،وذلك بنقد العقل العربي ،أو تجديده ،و بمثل هذه المهمة دخل الوعي العربي المعاصر في عملية تجهيز لقراءة نص الشاطبي، وهو مثقل بهموم حاضره فكانت هذه القراءة من توليد دلالات هذا النص ،وحملته إلى زمنية الفكر العربي المعاصر ليجيب عن أسئلة هامة ،كيف تكون النهضة ؟؟؟ ما السبيل إلى التحديث ؟؟؟ و هنا برز تعليل فكر الشاطبي ،وكذا نقده و إعادة تأسيس مواضعاته فتحا للنقاش حول سبيل تجديد الاجتهاد بواسطة بدائل من عقلانية وقول الحداثة و تاريخ آخر للفكر العربي الإسلامي …….)(مقاصد الشريعة وتاصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي عند الشاطبي –نورة بوحاش –ص24-منشورات ضفاف الرباط -2012)