الرئيسية / أخر المستجدات / ندوة وطنية بجامعة البليدة 2 تحت عنوان: “لغة الضاد: راهن الواقع ومأمول المستقبل”

ندوة وطنية بجامعة البليدة 2 تحت عنوان: “لغة الضاد: راهن الواقع ومأمول المستقبل”

احتضنت أمس الأربعاء 13 ديسمبر 2023 بقاعة المؤتمرات الكبرى “سعيد عيادي” جامعة البليدة 2 لونيسي علي ندوة وطنية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية المصادف لـ 13 ديسمبر من كل سنة والموسومة بعنوان: “لغة الضاد: راهن الواقع ومأمول المستقبل” من تنظيم رئاسة الجامعة بالتعاون مع كلية الآداب واللغات، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للغة العربية، مخبر الدراسات الأدبية والنقدية، مخبر اللغة العربية وآدابها، فرقة البحث الأجناس الأدبية والفنية الموجهة للطفل الجزائري، بيت الشعري الجزائري (مكتب البليدة والشلف) وأكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي.
حضر فعاليات الندوة الوطنية السيد وزير الدولة عميد جامع الجزائر “الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني”، السيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية “أ.د صالح بلعيد”، السادة ممثلي السلطات المدنية والعسكرية لولاية البليدة، السيد مدير جامعة البليدة 2 لونيسي علي “أ.د عادل مزوغ”، السادة نواب مدير الجامعة، السيد الأمين العام للجامعة، السادة عمداء الكليات ونوابهم، السادة رؤساء الأقسام ونوابهم، السيدة مديرة مركز التعليم المكثف للغات، السيد مسؤول خلية الجودة، السيد مدير مخبر اللغة الإيطالية، السيد المدير الفرعي للمستخدمين، ممثلي التنظيمات النقابية للأساتذة وممثلي التنظيمات الطلابية.
في مداخلته، أعرب السيد مدير الجامعة على أن الإحتفاء باليوم العالمي للغة العربية هو اعتراف بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري من أجل الحفاظ عليها والعمل على ترقيتها، مؤكدا على أنه وبالرغم من محاولات الطمس والتهميش التي تعرضت لها اللغة العربية لاسيما من قبل موجات الاحتلال المتكررة للجزائر والمنطقة العربية بشكل عام إلا أنها استطاعت الإحتفاظ بنقائها وخصائصها وأصالتها لتجذرها في وجدان الشعوب. في هذا الصدد أشاد “أ.د مزوغ عادل” بجهود علماء الجزائر، الكتاتيب والمدراس القرآنية وشيوخ الزوايا إبان الثورة التحريرية المجيدة للتصدي لسياسة فرنسة الجزائر والقضاء على الهوية الجزائرية.
في ذات السياق، أوضحت كل من “أ.د فاطمة قسول” و “أ.د رجاء مستور” (رئيستا الندوة الوطنية) أن ما تتضمنه اللغة العربية من رهان يتمحور حول مجاراة التطور تكنولوجي والإلكتروني الذي يشهده العالم في واقع ينحو بها نحو تعزيز وجودها عبر مواكبة العصر الرقمي والثورة المعلوماتية ومسايرة آلياته ومجاراة التطور لتغدو لغة رقمية. فاللغة -حسبهما-لا ترتقي في مدارج النضج والكمال إلا إذا سارت باتجاهين متوازيين التعميم والتجديد.
وأضافت “أ.د رجاء مستور” أن اللغة العربية بما تحمله من إرث حضاري وثقافي عالمي تجد نفسها أمام واقع يدعو إلى ضرورة التكيف مع معطيات الرقمنة، وذلك في إطار استراتيجية بناءة تقوم على تكثيف الجهود ابتداء من تظافر جهود علماء اللغة، علماء تقنيات المعلومات، مراكز البحوث والدراسات ومجامع اللغة العربية لإثراء الرقمنة العربية بما يتناسب وخصوصيتها.
من جهة أخرى، أوضح وزير الدولة عميد جامع الجزائر “الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني” في كلمته الشرفية أن اللغة العربية هي مكون أصيل من مكونات الهوية الجزائرية، والتمسك بها وتعميم استعمالها وتوسيع دائرة انتشارها من صميم الهوية الجزائرية الإسلامية -وأضاف عميد جامع الجزائر- أن اللغة العربية قادرة على استيعاب الرقمنة والتحولات الرقمية التي تؤدي إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية، وذكر الحاضرين بالتطور الذي شهدته الجزائر في هذا المجال بدءا بالمشروع الذي طرحه الأستاذ عبد الرحمن حاج صالح والمتعلق بحوسبة اللغة العربية والذي يحمل عنوان: “مشروع الذخيرة العربية”، هذا المشروع الذي يهدف إلى إنشاء بنك ومعجم إلكتروني للغة العربية. كما ناشد الحضور في ختام مداخلته إلى المزيد من التنسيق واستثمار الجهود من أجل ترقية استعمال اللغة العربية التي تمتلك القدرة على احتواء النظم الرقمية الحديثة.
في ذات الصدد، أكد “أ.د صالح بلعيد” أن اللغة العربية تتفوق على مثيلاتها من اللغات الحية من حيث عدد المفردات ما يشير إلى ثرائها وتنوعها وقدرتها على التعبير وتجسيد المعاني والحالات والمواقف المتنوعة. ودعا الحضور إلى ضرورة التمكين للغة العربية في شتى المجالات لاسيما التربية والتعليم، الإعلام، الاقتصاد والتجارة، الإدارة والتقنيات التكنولوجية. وفي سبيل تحقيق ذلك شدد المتحدث على ضرورة خدمة اللغة العربية التي مازالت حسبه تعاني من الإبعاد والتهميش وعدم التمكين.
من جانب آخر، شدد عميد كلية الآداب واللغات “أ.د قرطي خليفة” أن لا مناص من مواكبة التحول نحو الرقمنة، وهو ما تطمح إلى تحقيقه الدولة الجزائرية في مختلف القطاعات، والتوجه نحو الرقمنة لم يعد مجرد خيار بل حتمية يقتضيها انفتاح الجزائر على العالم والفكر والثقافة. وبين أن تحقيق هذا الرهان يستوجب تبني مجموعة من الآليات يكون للغة العربية نصيب منها، فاللغة العربية -يضيف المتحدث- هي الآداة الحاملة لكل مسعى نحو التحول، فهي ذات مخزونات هائلة على المستويات الصرفية والإشتقاقية والدلالية يمكن إخضاعها للتحديات التقنية، إن بالإفادة بثروتها الكامنة فيها أو من خلال توليد ونحت مصطلحات جديدة.
وعلى هامش الندوة الوطنية تم توقيع اتفاقيتين، شملت الإتفاقية الأولى توقيع اتفاقية إطار بين جامعة البليدة2 وجامع الجزائر، أما الإتفاقية الثانية فتم توقيع اتفاقية إطار وتعاون بين جامعة البليدة 2 والمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية يتم بمقتضاها تبادل الخبرات والتجارب في ميادين الحياة الجامعية بين الجانبين إضافة إلى متابعة وتنفيذ المشاريع المشتركة في مجال البحث العلمي وتشكيل فرق بحث مشتركة.