إحياء لعيد الإستقلال والشباب
ندوة وطنية تحت عنوان: 05 جويلية 1962: أحداث ورهانات” بجامعة البليدة02
افتتح صباح اليوم الثلاثاء الموافق لـ 04-07-2023 بقاعة المحاضرات الكبرى، السيد مدير جامعة البليدة02 بالنيابة البروفيسور مزوغ عادل، فعاليات الندوة التاريخية الوطنية التي نظمتها رئاسة الجامعة بالتنسيق والتعاون مع كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية والموسومة تحت عنوان:”05 جويلية 1962: أحداث ورهانات” وذلك بمناسبة إحياء ذكرى عيد الإستقلال والشباب المصادف لـ 05 جويلية من كل سنة. حضر فعاليات الندوة التاريخية كلا من نواب مدير الجامعة، الأمين العام للجامعة، عمداء الكليات ونوابهم، رؤساء الأقسام ونوابهم، المدراء الفرعيون والأمناء العامون للكليات، رؤساء المصالح، رؤساء الشعب والتخصصات، مدير الخدمات الجامعية بالعفرون، مدراء الإقامات الجامعية، مسؤولي واجهات الحاضنة، مسؤول اليقظة الإستراتيجية، مسؤول الجودة، مسؤول مركز InSIDE، ممثلي الشريك الاجتماعي من نقابات الأساتذة والعمال، وممثلي التنظيمات الطلابية.
خلال كلمته الإفتتاحية، ترحم السيد مدير الجامعة على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة، وذكر بنضال وتضحيات الشهداء والمجاهدين ضد مظالم الإستعمار الفرنسي طيلة 132 سنة في سبيل رفع راية الجزائر عاليا بين الأمم. وأكد أن الإحتفال بعيد الإستقلال والشباب هو اعتراف بتضحيات الشهداء وهو إقرار بالتواصل بين الأجيال لبناء الوطن، وهو اعتراف كذلك بمواصلة النضال بوسائل أخرى تستجيب لمتطلبات دولة مابعد الإستقلال وتعزز مقومات البناء والتشييد.
من هذا المنطلق، أشار البروفيسور عادل مزوغ بأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وضعت جملة من التدابير والإجراءات وسطرت حزمة من الأهداف تعمل على تطوير المنظومة الجامعية وتحسين كفاءاتها لتمكينها من تحقيق مهامها الأصيلة في التكوين والبحث.
استنادا إلى هذه التصور، أكد البروفيسور مزوغ عادل أن جامعة البليدة02 تعمل على تجسيد المقاصد الكبرى للإصلاحات وعصرنة الجامعة، كما تعمل على تحقيق أهداف واضحة المعالم على المدى القصير والمتوسط الطويل الأجل، مع إعادة بعث كافة المشاريع التنموية المتوقفة على مستوى جامعة البليدة02، وشدد على ضرورة استمرار المتابعة الميدانية وتكثيف التنسيق مع القطاعات الأخرى لإتمام عمليات الإنجاز.
في نفس السياق تعهد مدير الجامعة بأنه لن يدخر جهدا في استكمال المكتبة المركزية وتجهيزها وإدخالها حيز الخدمة ابتداء من بداية الموسم الجامعي المقبل، وإعادة بعث مشروع القرية الجامعية وتجهيز كل الكليات بقاعة محاضرات كبرى مع توفير الأنترنت تعزيزا لمخطط الرقمنة وترقية الجامعة، كما تعهد البروفيسور عادل مزوغ بإكمال تجهيز المركز المكثف لتعليم اللغات لتعميم استعمال اللغة الإنجليزية تنفيذا لتعليمات الوزارة الوصية، واعتماد النظام المرجعي للجودة على مستوى الكليات والأقسام.
كما شدد البروفيسور مزوغ عادل بأن الجامعة لم تعد بمنأى عن محطيها الاقتصادي والإجتماعي، فهي تمثل محورا رئيسيا من محاور إصلاح منظومة التعليم العالي، لتحقيق المواءمة بين الجامعة والعالم الخارجي، لذا فإن جامعة البليدة 02 أولت أهمية قصوى لتنفيذ قرار 1275 والذي توج بتحصل الجامعة على ثمانية أوسمة “لابل” مشروع مبتكر لهذه السنة.
من جهة أخرى، ألقى المجاهد معمر مدان كلمة بهذه المناسبة، مستذكرا تضحيات رفاق دربه في صفوف جيش التحرير الوطني، وحث الحاضرين من أساتذة وطلبة على ضرورة البحث في الذاكرة الوطنية لمحو ما خلفه الإستعمار من سياسة التجهيل، وشدد على ضرورة أن يكون الجيل الصاعد من الطلبة الجامعيين بمثابة الجيل الواعد لتعزيز مقومات الإستقلال والبناء.
في ذات السياق، فند الدكتور بركوكي الميلود خلال مداخلته الطروحات والمغالطات التاريخية التي تسعى إلى تشويه مسار نضال الثورة الجزائرية، وذكر الحاضرين بما اعتبره الجنرال ديغول أن القضية الجزائرية ماهي إلا مسألة ساعات قليلة وسيتم القضاء عليها، معتمدا في ذلك على الترسانة العسكرية التي حشدتها فرنسا من أجل القضاء على الثورة التحريرية. وأضاف الدكتور بركوكي الميلود انه لم يحدث في تاريخ فرنسا أن جندت مليون ونصف مليون جندي من حراس للحدود والضباط العسكريين كما فعلت إبان الثورة التحريرية، كما رصدت الحكومة الفرنسية ميزانية ضخمة قدرت بـ 60 مليون فرنك فرنسي، زجت بالشعب الجزائري داخل المحتشدات حيث بلغ ضحايا المحتشدات مايقارب 2,5 مليون جزائري، شيدت مناطق محرمة، قامت بعمليات عسكرية على نطاق واسع مع استعمال الأسلحة المحرمة دوليا بما فيها استعمال “النابالم”، وانتهجت سياسة الأرض المحروقة.
كما عرض الدكتور بركوكي الميلود في موجز استراتيجية الثورة التحريرية لمواجهة الترسانة العسكرية الفرنسية، من بينها نقل الثورة الجزائرية إلى التراب الفرنسي، حيث قدرت العمليات العسكرية بـ 240 عملية عسكرية داخل التراب الفرنسي، وتأسيس شبكة جونسون وهي شبكة فرنسية تتألف من 3000 فرنسي على رأسها الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر كانت تنقل الأسلحة والأموال خدمة للثورة التحريرية مع القيام بتوعية وتنوير الشعب الفرنسي بأهداف الثورة الجزائرية. ساهمت هذه الإستراتيجية في الدفع قدما نحو فتح خيار المفاوضات للخلاص من الإستنزاف العسكري الذي كان يعاني منه الجيش الفرنسي.
على هامش الندوة، تم تكريم المجاهد معمر مدان، الطلبة الحاصلين على وسم لابل مشروع مبتكر، الطلبة الذيم ناقشوا أول مذكرة ماستر باللغة الإنجليزية، مدراء المخابر المعتمدة حديثا، الطلبة الحاصلين على المراتب الأولى في المسابقات الرياضية، مدير الحاضنة ومدراء واجهات الحاضنة، والأساتذة المكونين ضمن التعليم عن بعد.