الندوة الوطنية التاريخية
احتضنت جامعة البليدة 02 لونيسي علي صباح اليوم الموافق لـ 08-05-2023 بقاعة المؤتمرات الكبرى “سعيد عيادي” فعاليات الندوة الوطنية التاريخية تحت عنوان: “صدى مجازر 08 ماي 1945″ وذلك إحياء للذكرى 78 لمجازر 08 ماي 1945.
شهدت فعاليات الندوة الوطنية حضور والي ولاية البليدة السيد أحمد معبد، السيد مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور سعيد صاغور، السيد الأمين العام لولاية البليدة، السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية البليدة، السادة أعضاء البرلمان بغرفتيه، السادة أعضاء المجلس الأعلى للشباب، السيد رئيس دائرة العفرون، السيد رئيس بلدية العفرون، السادة ممثلي السلطات القضائية والعسكرية والأمنية، السيد مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية البليدة، السيدة مديرة المجاهدين لولاية البليدة، السادة نواب مدير جامعة البليدة 02، السادة عمداء الكليات، السيد مدير الإقامة الجامعية (العفرون)، السيد الأمين العام للجامعة.
خلال مداخلته، أكد البروفيسور خالد رمول أن جامعة البليدة 02 لونيسي علي تتشرف ككل الجامعات الجزائرية بالإحتقاء بهذا اليوم التاريخي، هذا اليوم المشهود الذي أخصه رئيس الجمهورية بأن يكون يوما للذاكرة الوطنية، مشددا على ضرورة استحضار المقاومة الشعبية التي تفجرت يوم 08 ماي 1945 مناهضة للإستعمار الفرنسي مطالبة بتقرير مصير ونيل استقلال الشعب الجزائري.
كما أكد مدير جامعة البليدة 02 لونيسي علي أن الإنجازات وتطور الهياكل التي تشهدها جامعة البليدة 02 لونيسي علي على غرار الجامعات الجزائرية اليوم ماهي إلا محصلة للتضحيات الجسام التي قدمتها المقاومة الشعبية ضد الإستعمار الفرنسي. وأفاد البروفيسور خالد رمول بأن جامعة البليدة 02 تضم قسما للتاريخ، ومخبرا للثورة الجزائرية الذي يهتم باستحضار التاريخ الجزائري والرقي بالذاكرة الوطنية ودراسة وتوثيق وتتبع مسار الثورة الجزائرية، بالإضافة إلى وجود أبحاث ورسائل دكتوراه تناولت بالطرح الأكاديمي والمقاربات العلمية أحداث الثورة الجزائرية.
من جهته أكد الدكتور مصطفى بطراوي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة البليدة 02 خلال مداخلته تحت عنوان: ” مجازر 08 ماي 1945 من خلال الصحف الإسبانية” أن مأساة مجازر 08 ماي 1945 قلبت وعي المجتمع الجزائري، ودعته إلى ضرورة التفكير نحو الإنعتاق والخلاص من الإستعمار الفرنسي بشتى الوسائل.
تتبع الأستاذ مصطفى بطراوي خلال مداخلته مسار تطور قضية استقلال الشعب الجزائري وتوثيق المجازر التي ارتكبت بحقه من قبل الإستعمار الفرنسي في الصحف الإسبانية، وخص بالذكر ثلاث جرائد إسبانية وهي A, B, C وجريدة Ofensiva، وجريدة إسبانيولا، وقد تبين من خلال تصفح وثائقها ومقالاتها الصادرة في ذلك الوقت أن الصحف الإسبانية بداية كانت متناغمة مع الطرح الفرنسي الذي حاول أن يخفي الحقيقة عن العالم، ولكن بعد وصول الحاكم فرانكو والخلاف السياسي الشديد الذي دار بين إسبانيا وفرنسا دفع بالسلطات الإسبانية إلى استقصاء الحقيقة و محاولة كشفها، وبذلك انطلقت الصحافة الإسبانية بحثا عن الحقيقة، ليتبين للصحافة الإسبانية الممارسات الوحشية والسلبية للسلطات الفرنسية ضد الشعب الجزائري، وبدأت بذلك تتكشف المجازر الفرنسية بحق الشعب الجزائري، واعتبر الأستاذ مصطفى بطراوي أن شهادة الصحف الإسبانية التي أوصلت صوتها للرأي العام الدولي بمثابة شهادة محايدة وصادقة على الجرائم الوحشية الفرنسية ضد الشعب الجزائري.
من جانب آخر، ثمن البروفيسور سيدي موسى محمد شريف أستاذ التاريخ بكلية العلوم الإنسانية والإجتماعية، مجهودات الجامعة في تنظيم اللقاءات والندوات التاريخية ومن بينها مناسبة إحياء الذكرى مجازر 08 ماي 1945، معتبرا أن هذه الأحداث بالرغم من كونها تضم مآسي ألمت بالمجتمع الجزائري إلا أنها تجمع في ثناياها رفعا للراية الوطنية وتقريرا لرفع السلاح في وجه المستعمر الفرنسي الغاشم، ونيل مطالب الإستقلال والسيادة الوطنية. وقد نوه البروفيسور سيدي موسى محمد شريف إلى اهتمام السيد رئيس الجمهورية البالغ في تثمين اليوم الوطني للذاكرة، باعتبار أن المحطات التاريخية تمنح الشعب الجزائري ذلك الزخم والدفع الجديد للتشييد والبناء المستمر للدولة الجزائرية.