باحثون يؤكدون على ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري
افتتح السيد مدير جامعة البليدة 2 لونيسي علي “أ.د عادل مزوغ “صباح اليوم الأربعاء 24-04-2024 بقاعة المحاضرات الكبرى “سعيد عيادي” اليوم الدراسي الموسوم تحت عنوان: “اتفاقية اليونيسكو 2003 للحفاظ على الموروث الثقافي” بالشراكة مع الجمعية الأكاديمية للحفاظ على التراث الجزائري وبالتعاون مع نادي الزمرة، وذلك في إطار الإحتقال بشهر التراث الذي يمتد من 18 أفريل إلى غاية 18 ماي 2024 .
شهدت فعاليات اليوم الدراسي مشاركة فعالة لباحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، إضافة إلى حضور السادة نواب مدير الجامعة، السادة العمداء، السيد مسؤول الديوان، السيدة مسؤولة النشاطات الثقافية.
أكدت “د. ويزة قلاز” في مداخلتها الموسومة تحت عنوان: “الجزائر: 20 سنة في خدمة التراث الثقافي اللامادي” بأنها ركزت على مبادرات الجزائر في إطار اتفاقية 2003 لحفظ وصون التراث اللامادي، متجاوزة بذلك اتفاقية التراث الطبيعي لسنة 1971 التي اهتمت بتسجيل التراث الطبيعي كالآبار وينابيع المياه وغيرها، واتفاقية 1972 التي اهتمت بالتراث المادي الذي سجلت من خلالها الجزائر العديد من الأماكن منها: تيمقاد، القصبة، تيبازة، بني يزقن.
وأضافت “د. ويزة قلاز” بأن التراث اللامادي وفقا لاتفاقية 2003 يقصد به الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات – وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية- التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي. وهذا التراث الثقافي غير اللامادي المتوارث جيلا عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ويعزز من ثم احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية.
وأوضحت الدكتورة قلاز بأن التراث اللامادي ينحصر بشكل خاص في المجالات التالية: التقاليد وأشكال التعبير الشفهي بما في ذلك اللغة كواسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي، فنون وتقاليد آداء العروض، الممارسات الاجتماعية والطقوس والإحتفالات، المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون وأخيرا المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية.
في ذات السياق أفادت الباحثة قلاز بأن الجزائر بذلت وتبذل جهودا حثيثة من أجل تسجيل تراثها اللامادي الذي يعد عملية حتمية لحماية وصون التراث والحفاظ على أشكال الحياة العملية المهددة بالضياع. وفي هذا الصدد كشفت الباحثة بأن الجزائر تلتزم بالأطر التقنية التي تفرضها اليونيسكو من أجل تسجيل التراث اللامادي كالإلتزام واتباع عملية وتسجيل بطاقات الجرد. وفي خاتمة مداخلتها ناشدت الباحثة في توصياتها إلى ضرورة إنشاء فروع جامعية لدراسة التراث، إدراج مشاريع تراثية في المؤسسة الناشئة، بالإضافة إلى ضرورة تشجيع الشباب على إنشاء مؤسسات تراثية بتحفيزات خاصة.
من جانب آخر، أكدت “د. زهية بن عبد الله “في مداخلتها الموسومة تحت عنوان: “ميكانيزمات تسجيل التراث الثقافي الغير مادي على قوائم اليونيسكو وغاياتها” بأن العمل على مواضيع حماية التراث الوطني يشكل أحد الهواجس التي أصبحت تؤرق الدول من حيث كيفية وإجرائية تنفيذها، خصوصا وأن العالم اليوم أصبح يعرف تهديدات سياسية-أمنية -بيئية -غذائية وصحية تمس استقرارها وكيانها.
وأضافت الباحثة بن عبد الله بأن الجزائر رفعت التحديات من خلال المصادقة على اتفاقية اليونيسكو لصون التراث الثقافي اللامادي منذ 2003، وبذلك أصبحت المسارعة في تسجيل التراث اللامادي الجزائري أمرا حتميا على ضوء ترسيخ تقاليد ومبادئ في البحث قصد إيجاد حلول لحماية الممتلكات الثقافية وذلك بداية من عمليات جمع وجرد التراث إلى ترشيح عناصر التسجيل الدولي على أحد قوائم اليونيسكو.
من جهته أكد “عبد الناصر بوردوز ” الباحث في المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ في مداخلته تحت عنوان: “مداخلة بعنوان: جرد التراث الثقافي اللامادي: فخار سيدي سميان نموذجا” من ضرورة قرع أجراس الخطر لهذا العنصر من عناصر التراث اللامادي الذي يتهدده الإنقراض بسبب غياب المتابعة والمرافقة إضافة إلى افتقار اليد الحرفية، وأشار الباحث بأن صناعة الفخار هو تراث بدائي لم يتغير في نمطه وطبيعته وبقي على حاله وجدير أن يعاد النظر واستغلال هذا العنصر من التراث اللامادي في التنمية المستدامة والإقتصاد المحلي والوطني.