الرئيسية / أخر المستجدات / ندوة تاريخية بجامعة البليدة2

ندوة تاريخية بجامعة البليدة2

احتضنت صباح اليوم الإثنين 11-12-2023 بقاعة المؤتمرات الكبرى “سعيد عيادي” فعاليات الندوة التاريخية بمناسبة إحياء الذكرى 63 لمظاهرات ديسمبر 1960 والتي نظمتها رئاسة الجامعة بالتنسيق والتعاون مع مخبر البحوث التاريخية والحضارية ، حضر مجريات هذه التظاهرة العلمية السيد مدير الجامعة “أ.د مزوغ عادل”، السيدة نائبة مدير الجامعة المكلفة بالعلاقات الخارجية، السيد الأمين العام للجامعة، السادة العمداء ونوابهم، السادة رؤساء الأقسام، السيدة مديرة مركز التعليم المكثف للغات، السيد المدير الفرعي للنشاطات العلمية والرياضية.
في كلمته الإفتتاحية، أكد السيد مدير الجامعة أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 من المحطات التاريخية المهمة في مسار الثورة التحريرية والتي كان لها الفضل في إسقاط مشروع شارل ديغول لاسيما شعار “الجزائر جزائرية” الذي يعد شعارا براقا ملغما يحمل في طياته هندسة جديدة للقضاء على الثورة المجيدة.
من جهته، أعرب “أ.د صادق دهاش” رئيس الندوة الوطنية ومدير مخبر البحوث التاريخية والحضارية أن المجتمع الجزائري اليوم يعيش الذكرى 63 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960  هذه الذكرى المأساوية التي تؤرخ للمجازر التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري، والتي راح ضحيتها حوالي 800 قتيل، 1000 جريح، وحوالي 1400 معتقل جزائري. وأضاف “أ.د دهاش” بأن هذه الأعمال الإجرامية جاءت على إثر الزيارة التي قام بها شارل ديغول إلى تلمسان وعين تيموشنت حين صرح بأن “الجزائر جزائرية في إطار السلطة الفرنسية”، وهو ما يعني بقاء الجزائر تحت سلطة المحتل الفرنسي، لاقت هذه الأفكار رفضا من قبل المستوطنين الفرنسيين وخرجوا في مظاهرات يوم 10 ديسمبر 1960 تنديدا بهذا النهج الجديد وطالبوا بإبقاء الجزائر فرنسية رافضين فكرة استقلال الجزائر، هذا ما دفع الجزائريين للخروج في هبة عارمة يوم 11 ديسمبر 1960 رافعين مطالب الإستقلال التام معبرين عن رفضهم المطلق لمشروع  شارل ديغول، ومؤكدين رغبتهم في الإنعتاق من براثن الإستدمار.
في ذات السياق، أكد “أ.د تلمساني بن يوسف” أن هذه الندوة التاريخية جاءت بمناسبة إحياء ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 وفي نفس الوقت فرصة للطلبة من أجل تزويد معارفهم والإطلاع أكثر على أحداث ووقائع المحطات التاريخية لمسار الثورة الجزائرية. وبهذه المناسبة قدم “أ.د بن يوسف” مداخلة تحت عنوان: الشعارات الثلاث في مظاهرات 11 ديسمبر 1960″، ركز خلالها حول الشعار الذي رفعه الغلاة من الفرنسيين سواء مدنيين أو عسكريين المتشبثين بالطرح القائل بأن “الجزائر جزء من فرنسا”، وهو شعار وليد سنة 1834 حين اعتبرت الحكومة الفرنسية أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا، وتمت دسترته في الجمهورية الثانية سنة 1840، أما المحور الثاني للمداخلة سلط الضوء حول شعار “الجزائر جزائرية” الذي ابتكره شارل ديغول، حاول من خلاله إعطاء نفس جديد للإحتلال الفرنسي بالجزائر، واستعمل هذا الشعار لأول مرة في خطابه يوم 4 نوفمبر 1960 تلاه بعد ذلك إحداث تغييرات على مستوى السلطة الفرنسية بالجزائر لإيجاد قوة ثالثة مختلطة فرنسية-جزائرية موالية لفرنسا، يوكل إليها مهام إدارة السلطة مستقبلا، لكن خروج الشعب الجزائري في مظاهرات عارمة يوم 11 ديسمبر 1960 أسقط المشروع الفرنسي ليتم رفع شعار الجزائر مسلمة مستقلة.
في مداخلته تحت عنوان: “البعد الدولي لمظاهرات 11 ديسمبر 1960” أشار “أ.د عثمان عاشور” أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة البليدة 2، أن تناول هذه المأساة يجرنا لتسليط الضوء حول الظروف التي مرت بها الثورة التحريرية المجيدة بين سنتي 1954-1962 والتي عانت من التعتيم الإعلامي ومحاولات فرنسا الإستعمارية طمس مطالب الشعب الجزائري وإظهار أن ما يحدث في الجزائر من تنظيم مجموعات معزولة ومارقة -وأضاف المتحدث- بأن السلطات الفرنسية لم تكتف بذلك، بل سعت جاهدة لقمع مسار الثورة ومن بين هذه المحاولات طرح فكرة التفاوض في مدينة “مولان” الفرنسية والتي لم يعترف خلالها شارل ديغول بالممثلين عن جبهة التحرير الوطني واعتبرهم مجموعة خارجة عن القانون، الأمر الذي كان بمثابة الشرارة لانطلاق مظاهرات 11 ديسمبر 1960 الداعية إلى الإستقلال التام وطرد المحتل الفرنسي.